قوله تعالى:{لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون} ليس في هذا تكرار ؛لأن الأول على الخصوص ،إذ قال:{لا يرقبوا فيكم} فالمراد المؤمنين زمن النبوة ؛إذ كان المشركون يمكرون بهم ولا يرعون لهم عهدا أو قربى .لكن الثاني على العموم ؛لأنه قال:{لا يرقبون في مؤمن} وهذه صفة عامة لصيقة بالمشركين الظالمين الذين يكرهون الإسلام .وهم على الدوام لا يرعون للمسلمين عهدا ولا حلفا ولا ميثاقا ؛فهم متربصون حانقون{وأولئك هم المعتدون} أي الذين جاوزوا الغاية في الكيد والظلم وافتعال الشر{[1733]} .