نقض العهود والذمم
{لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} لأنهم لا يجدون في العهود التي أعطوها ،ملزماً لهم في حساب المسؤولية ،بل يجدون فيها فرصةً سانحةً لخداعهم والاحتيال عليهم من خلال الإيحاء لهم بعلاقات الأمن ،فهم يعيشون روحيّة العدوان ،وينتهزون الفرصة للخيانة ،ليمارسوها بطريقةٍ مباشرةٍ أو غير مباشرةٍ ،مما لا يجعل من نقض العهد معهم في مثل هذا الجو حالة عدوانٍ عليهم ،بل الأمر بالعكس من ذلك ،في ما يمثلونه من عدوانٍ على الحياة وعلى الناس ،{وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} الذين لا مكان لهم في ساحة المجتمع الذي يحترم عهوده ومواثيقه ،وإرادة الخير في الإنسان .وتلك هي القضية ،في مواقع الشرك الحاقد المتمرّد المعتدي .