{اشْتَرَوْاْ بَِايَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً} فلم يحترموا عهدهم ،بل حاولوا أن يستغلّوا ذلك في الحصول على مكاسب ذاتية ،وباعوا آيات الله بثمنٍ قليلٍ ،فلم يقبلوا عليها بالإيمان بها والعمل على هديها ،ليربحوا بذلك خير الدنيا والآخرة ،بل استبدلوا بها الأطماع والشهوات الآنيّة التي لا بقاء لها ولا امتداد ،على كل صعيدٍ ،وساروا على نهج ساداتهم من المترفين والمستكبرين الذين لا يريدون لأنفسهم ولأتباعهم إلا الضلال ،ليحققوا بذلك لأنفسهم شهواتها ،وليحصلوا على المتاع القليل في الدنيا ،فضلّوا وأضلّوا وتمرّدوا على الأنبياء والمصلحين{فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ} وأقاموا الحواجز المادية والمعنوية في كل موقعٍ من مواقعهم ،ليمنعوا الناس عن الانطلاق بعيداً في السير مع الرسالات الإلهية التي يلتقون فيها بالله في وحيه ورحمته ورضوانه ،{إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} وأيّ إساءةٍ أعظم من العمل على تشويه شخصية الإنسان من الداخل ،بتزوير فكره ،وتحريف منهجه ،وبلبلة عواطفه ،وإرباك مسيرته ،ثم الانطلاق مع مسيرة الكفر والضلال بكل قوّةٍ غاشمة ،لمنع الحياة من أن تتكامل في أجواء الإيمان والخير والصلاح من أجل أن تصل إلى الله من أقرب طريق .