يعود الله تعالى في هذه الآيات لاستنكار مبدأ التعاهد بأسبابه التاريخية والواقعية بعد أن استنكره بأسبابه العقيدية والإيمانية ،ويجمع بين هذه وتلك في هذه الآيات .فيقول عنهم أنهم استبدلوا بآيات اللهِ عَرَضاً قليلا من حُطام الدنيا ،وصدّوا بسبب هذا الشِراء الخسيس أنُفسَهم عن الإسلام ومنعوا الناس عن الدخول فيه{إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} .ألا لقد قَبُح ،عملهم هذا ،من اشتراء الكفر بالإيمان ،والضلالة بالهدى ،ونكران ما جاء رسول الله به من البينات .
ثم إنهم لا يُضمرون هذا الحقد لأشخاصكم فقط ،بل يضمرونه لكل مؤمن ،ويتّبعون هذا المنكر مع كل مسلم ،ولا يراعون فيكم عهداً .