{يَظْهَرُوا}: الظهور: العلوّ بالغلبة .
{يَرْقُبُواْ}: يحافظوا .
{إِلاًّ}: الإلّ: العهد .
{ذِمَّةً}: الذمة كناية عن الميثاق الذي يجعل الإنسان في رعايته وحفظه ومسؤوليته وهو مأخوذ من الذم .
مشاعر المشركين تجاه المؤمنين
{كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ} في الحالات التي يجدون في أنفسهم القوّة على المسلمين ،فيهاجمونهم ويتغلبون عليهم ،{لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً}في ما ينظرون فيه إلى المسلمين من خطورةٍ على أوضاعهم وامتيازاتهم ،فيعملون على أساس انتهاز الفرص التي تتيح لهم اللعب على الظروف الطارئة ،والمتغيّرات الجديدة ،في ما تمثّله سياسة اللف والدوران وحركة النفاق في الحياة{يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ} في ما يثيرونه أمامكم من الأساليب الخادعة ،وما يوجهونه إليكم من الكلام المزوّق المزخرف الخادع الذي يظهرون لكم فيه الإخلاص والمحبة{وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ} التي تحمل الحقد والعداوة{وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ} في ما يمثله نقض العهد من فسقٍ عمليٍّ ،يعيشه كل واحدٍ منهم في أخلاقه الذاتية ،فيدفعه ذلك إلى مواجهة العلاقات الإنسانية مع الآخرين ،بطريقة معقّدة سلبيّةٍ ،ترى كل الحق لنفسها ،في ما تريده من امتيازات ،وتواجه الآخرين بالواجبات في ما تفرضه عليهم من مسؤوليات ،وتأخذ حريتها في فرض المواقع عليهم ،بكل ما يتمثل في ذلك من إذلالٍ واضطهاد .