يقول تعالى محرضا للمؤمنين على معاداة المشركين والتبري منهم ، ومبينا أنهم لا يستحقون أن يكون لهم عهد لشركهم بالله وكفرهم برسول الله ولو أنهم إذ ظهروا على المسلمين وأديلوا عليهم ، لم يبقوا ولم يذروا ، ولا راقبوا فيهم إلا ولا ذمة .
قال علي بن أبي طلحة ، وعكرمة ، والعوفي عن ابن عباس:"الإل ":القرابة ، "والذمة ":العهد . وكذا قال الضحاك والسدي ، كما قال تميم بن مقبل:
أفسد الناس خلوف خلفوا قطعوا الإل وأعراق الرحم
وقال حسان بن ثابت - رضي الله عنه -:
وجدناهم كاذبا إلهم وذو الإل والعهد لا يكذب
وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد:( لا يرقبون في مؤمن إلا ) قال:الله . وفي رواية:لا يرقبون الله ولا غيره .
وقال ابن جرير:حدثني يعقوب ، حدثنا ابن علية ، عن سليمان ، عن أبي مجلز في قوله تعالى:( لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ) مثل قوله:"جبرائيل "، "ميكائيل "، "إسرافيل "، [ كأنه يقول:يضيف "جبر "، و "ميكا "، و "إسراف "، إلى "إيل "، يقول عبد الله:( لا يرقبون في مؤمن إلا )] كأنه يقول:لا يرقبون الله .
والقول الأول أشهر وأظهر ، وعليه الأكثر .
وعن مجاهد أيضا:"الإل ":العهد . وقال قتادة:"الإل ":الحلف .