أمّا في آخر آية من الآياتمحل البحثفهي تأكيد آخر على ما ورد في الآيات المتقدمة ،إذ تقول الآية: ( لا يرقبون في مؤمن إلاًَّ ولا ذمة ) .
وهذه الخصلة فيهم لم يُبتل بها المؤمنون فحسب بل يعتدون على كل من تناله أيديهم ( وأُولئك هم المعتدون ) .
وبالرغم من أنّ مضمون هذه الآية تأكيد لما سبق من الآيات المتقدمة ،إلاّ أنّ هناك فرقاً بينهما ،حيث كان الكلام في ما سبق على عدم رعاية المشركين حرمةً لخصوص النّبي( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأصحابه المتقّين حوله ( كيف وان يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاًَّ ولا ذمّة ) أمّا الآية محل البحث فالكلام فيها عن عدم رعايتهم حرمة لكل مؤمن ( لا يرقبون في مؤمن إلاًَّ ولا ذمّة ) .
أي إن المشركين لا ينظرون إليكم ( النّبي والخواص من الصحابة ) نظرة تمتاز عن سواكم بل هذه النظرةنظرة العداء والبغضاءيَنظر بها المشركون إِلى كلّ مؤمن ،ولا يكترثون بكل شيء ولا يرعون حرمة ولا عهداً ،فهم في الحقيقة أعداء الإِيمان والحقّ ،وهم مصداق ما ذكره القرآن في شأن أقوام سابقين أيضاً حيث يقول: ( وما نقموا منهم إلاّ أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ){[1603]} .
/خ10