قوله:{فإن تولوا فقل حسبي الله} فإن أعرضوا عن الإيمان بعد الذي جاءهم من الحق والهدى وأبوا إلا الكفر والضلال فقل لهم:{حسبي الله لا إلاه إلا هو} أي أن الله كافي ؛فهو سبحانه يكفيني من كل شيء .يكفيني معرة المشركين الظالمين ويمنعني من أذاهم مكرهم ،ويدرأ عني شرهم وكيدهم ؛ذلكم الله وحده ،الإله القدر الحفيظ{عليه توكلت} أي فوضت أمري إلى الله وحده دون أحد سواه ؛فهو الإله الحكيم الأعظم ،القادر المستعان{رب العرش العظيم} أعظم المخلوقات كافة .ومن أجل ذلك خصه بالذكر .وفي ذلك ما يشير إلى عظيم قدرة الله ،وبالغ شأنه ،ومطلق سلطانه وجبروته ؛فهو سبحانه خير الحافظين ،وخير من يستجير به المظلومون والمستضعفون من أهل الحق{[1933]} .