{تَوَلَّوْاْ}: أعرضوا .
{حَسْبِيَ اللَّهُ}: أحسبه أي كفاه .
لا يضر الرسالة إعراض الناس عنها
{فَإِن تَوَلَّوْاْ} وأعرضوا عن الاستماع إلى دعوتك ،والسير في خط رسالتك ،بالرغم من كل الأجواء الحميمة الحلوة التي تحيط بها في عمق المشاعر وروعة الأحاسيس ،فلا تتعقد من ذلك ،ولا تتراجع عن دعوتك في شعورٍ بالخذلان والسقوط ،بل انطلق في طريقك انطلاقة الرسول الواثق بربّه ،المؤمن برسالته ،الذي يرى أن من واجبه أداء الرسالة بحسب ما يستطيع ،من دون أن يكون مسؤولاً عن النتائج السلبيّةإن حدثتلأنها لا تكون ناشئةً عن فعل تقصير ،بل عن ظروفٍ وأوضاعٍ وأسبابٍ خارجةٍ عن إرادته ،وتحرّك بقوّة ،بعيداً عن كل مشاعر الضعف ،{فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} فهو ربّ القوّة وخالقها ،وهو الذي يكفي الإنسان من كل عدوٍّ ومن كل شر ،ويوحي إليه بالثقة المطلقة ،وبذلك يكون التوكل عليه حركةً داخليّةً وخارجيةً في خطّ الشعور بالأمن والطمأنينة بسلامة الاتجاه وفاعليته وروحيّته{عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} ومن يتوكل على الله فهو حسبه في كل شيء .
وتلك هي نقطة القوّة لدى المؤمنين عندما يتحركون في خط الرسالة ،فلا يشعرون بالضعف إذا خذلهم الناس ،بل يجدون الله معهم في كل موقف ،فيحسون معه بالقوة التي يستريحون إليها وينطلقون معها ويستمرون من خلالها على الخط المستقيم .