قوله:{قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا} أبلغ المنافقين والناس انه لن يصيبنا من المكروه إلا ما كتبه الله لنا في اللوح المحفوظ وقضاه علينا ؛فلا شيء في الحياة والخلق غنما يجري بقضاء الله وقدره الذي لا يتخلف ولا يتبدل .
قوله:{هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون} أي الله هو ناصرنا ،وليتوكل عليه المؤمنون .والتوكل معناه تفويض الأمر إلى الله وعقد الرجاء عليه لا على أحد غيره من العظماء وأولى السطوة والسلطان .فما يتوكل المؤمن إلا على ربه فيدعوه ويتضرع إليه ويلح عليه في الدعاء والرجاء في كل الأحوال .سواء في الأمن أو الخوف .في اليسر أو العسر .في الابتهاج أو الاغتمام ؛فهو سبحانه مزيل الضر والبلوى ،كاشف الهم والحزن ،جابر الزلات والعثرات ؛غافر الذنوب والخطايا{[1798]} .