{وجعلنا بعضكم لبعض فتنة}: أي بليّة فالغني مبتلَى بالفقير ،والصحيح بالمريض ،والشريف بالوضيع فالفقير يقول ما لي لا أكون كالغني والمريض يقول مالي لا أكون كالصحيح ،والوضيع يقول ما لي لا أكون كالشريف مثلاً .
{أتصبرون}: أي اصبروا على ما تسمعون مِمَّن ابتليتم بهم ،إذ الاستفهام للأمر هنا .
{وكان ربك بصيراً}: أي بمن يصبر وبمن يجزع ولا يصبر .
المعنى:
وقوله تعالى:{وما أرسلنا قبلك} أي يا رسولنا{من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق إذاً فلا تهتم بقول المشركين ما لهذا الرسول يأكل الطعام} ولا تحفل به فإنهم يعرفون ذلك ولكنهم يكابرون ويجاحدون .
وقوله تعالى:{وجعلنا بعضكم لبعض فتنة} أي هذه سنتنا في خلقنا نبتلي بعضهم ببعض فنبتلي المؤمن بالكافر والغني بالفقير والصحيح بالمريض والشريف بالوضيع ،وننظر من يصبر ومن يجزع ونجزي الصابرين بما يستحقون والجزعين كذلك .
وقوله تعالى:{أتصبرون} هذا الاستفهام معناه الأمر أي اصبروا إذاً ولا تجزعوا أيها المؤمنون من أذى المشركين والكافرين لكم .وقوله تعالى:{وكان ربك بصيرا} أي وكان ربك أيها الرسول بصيراً بمن يصبر وبمن يجزع فاصبر ولا تجزع فإنها دار الفتنة والامتحان وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب .
الهداية:
من الهداية:
- تقرير أن الدنيا دار ابتلاء فعلى أولى الحزم أن يعرفوا هذا ويخلصوا منها بالصبر والتحمل في ذات الله حتى يخرجوا منها ولو كفافاً لا لهم ولا عليهم .