شرح الكلمات:
{لا يتخذ}: لا يجعل .
{أولياء}: جمع وليّ يتولّونهم بالنصر والمحبة والتأييد .
{فليس من الله في شيء}: أي برئ الله تعالى منه ،ومن برىء الله منه هلك .
{تقاة}: وقاية باللسان وهى الكلمة الملينة للجانب ،المبعدة للبغضاء .
المعنى:
ينهى تعالى عباده المؤمنين عن اتخاذهم الكافرين أولياء من دون المؤمنين أي أعواناً وأنصارا يبادلونهم المحبة والمناصرة على إخوانهم المؤمنين ،وأعلمهم تعالى أن من يفعل ذلك فقد برئ الله تعالى منه وذلك لكفره ورَّدته حيث والى أعداء الله وعادى أولياءه ،فقال تعالى{لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ،ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء} أي برئ الله تعالى منه وانقطعت صلته وانبتَّ حبل الولاية بينه وبين الله تعالى ،ويا هلاكه ثم رخص تعالى للمؤمنين المستضعفين الذين يعيشون تحت سلطان الكافرين في أن يعطوهم حلاوة لسانهم دون قلوبهم وأعمالهم فيتقون بذلك شرهم وأذاهم ،وذلك بكلمة المصانعة والمجاملة قال تعالى:{إلا أن تتقوا منهم تقاة ...} ولما كان أمر البراء والولاء ذا خطر عظيم قال تعالى:{ويحذركم الله نفسه} أي في أن تتخذوا أعداءه أولياء ضد أوليائه وأخبرهم أن المصير إليه لا إلى غيره فليحذر العصاة من وقوفهم بين يدي الله فقال:{وإلى الله المصير} ،هذا ما تضمنته الآية الأولى ( 28 ) .
الهداية
/ذ28