الأولياء: جمع ولي ،النصير والصديق .تقاة: اتقاء وخوفا .
في هذه الآية تحذير كبير من اتخاذ الكافرين أولياء ،فالله سبحانه وتعالى نبّهنا في الآية السابقة أن نلتجئ إليه ،وأفهمنا أن كل شيء بيده ،وهنا يحذّرنا من أن نتخذ الكافرين أصدقاء وناصرين ،فما دام الله وحده هو مالك الملك ،يعزّ ويذل ويعطي ويمنع ،فهل يجوز للمؤمنين أن يجعلوا لغير المؤمنين ولاية عليهم ؟إن في هذا خذلاناً للدِّين وإضعافا للولاية الإسلامية ،ومن يسلك هذا المسلك فإن الله يتخلى عنه .ولا يجوز للمؤمن أن يرضى بولاية الكافرين إلا مضطرا ،فيتقي أذاهم بإظهار الولاء لهم .
وعلى المؤمنين أن يكونوا في الولاية الإسلامية ،وهي ولاية الله ،ولْيحذَروا أن يخرجوا منها إلى غير ولايته ،فيتولى عقابهم بنفسه ،كما هو حاصل اليوم ،حيث ألقى طائفة من المسلمين بأنفسهم في أحضان أعدائهم وأعداء الله في الشرق والغرب ،فأذاقهم الله الذل ونصَر عليهم اليهود .وهو سينصرهم لو رجعوا إليه ،لا إلى مطامعهم ،ووحدوا صفوفهم ،وباعوا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله لا في سبيل الكراسي والمناصب .