شرح الكلمات:
{قل لأزواجك}: أي اللائي هن تحته يومئذ وهن تسع طلبن منه التوسعة في النفقة عليهن ولم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يوسع به عليهن .
{فتعالين}: أي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يومئذ قد اعتزلهن شهرا .
{أمتعكن}: أي متعة الطلاق المشروعة على قدر حال المطلق سعة وضيقاً .
{أسرحكن سراحاً جميلا}: أي أطلقكن طلاقاً من غير إضرار بكن .
المعنى:
شاء الله تعالى أن يجتمع نساء الرسول صلى الله عليه وسلم لما رأين نساء الأنصار والمهاجرين قد وُسّع عليهن في النفقة لوجود يسر وسعة رزق بين أهل المدينة ،أن يطالبن بالتوسعة في النفقة عليهن أسوة بغيرهن وكن يومئذ تسعا وهن عائشة بنت ابي بكر ،وحفصة بنت عمر ،وأم حبيبة بنت أبي سفيان ،وسودة بنت زمعة ،وأم سلمة بنت أبي أميّة ،وزينب بنت جحش ،وميمونة بنت الحارث الهلالية ،وجويرية بنت الحارث المصطلقية ،وصفيّة بنت حيي بن أخطب النضريّة فأبلغت عائشة ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأثر لذلك ،لعدم القدرة على ما طُلب منه وقعد في مشربة له واعتزلهن شهراً كاملا حتى أنزل الله تعالى آية التخيير وهي هذه{يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردنّ الحياة الدنيا وزينتها} من لذيذ الطعام والشراب وجميل الثياب وحلي الزينة ووافر ذلك كله فتعالين إلى مقام الرسول الرفيع{أمتعكن} المتعة المشروعة في الطلاق{وأسرحكن} أي أُطلقكن{سراحاً جميلا} أي لا إضرار معه .
من الهداية:
* مشروعية تخيير الزوجات فإِن اخترن الطلاق تَطَلّقن وإن لم يخترنه فلا يقع الطلاق .
* كمال أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حيث اخترن الله ورسوله والدار الآخرة عن الدنيا وزينتها .
* مشروعية المتعة بعد الطلاق وهي أن تعطى المرأة شيئا من المال بحسب غنى المطلّق وفقره لقوله تعالى{على الموسع قدره وعلى المقتر قدره} .