{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} أي السعة والتنعم فيها{ وَزِينَتَهَا} أي زخارفها{ فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ} أي أعطكن المتعة وأطلقكن .والمتعة ما يعطى للمرأة المطلقة على حسب السعة والإقتار .من ثياب أو دراهم أو أثاث ،تطوعا لا وجوبا .وقوله تعالى{ سَرَاحًا جَمِيلًا} أي طلاقا من غير ضرار ولا بدعة .وقد روي أنهن سألن النبي صلى الله عليه وسلم ثياب الزينة وزيادة النفقة مما ليس عنده .فنزلت الآية .ولما نزلت ،بدأ صلى الله عليه وسلم بعائشة رضي الله عنها .وكانت أحبهن إليه .فخيرها وقرأ عليها القرآن ،فاختارت الله ورسوله والدار الآخرة .ثم اختار جميعهن اختيارها .قيل:وكان تحته يومئذ تسع نسوة ،خمس من قريش:عائشة وحفصة وأم حبيبة وسودة وأم سلمة رضي الله عنهن .ثم صفية بنت حيي النضرية وميمونة بنت الحارث الهلالية وزينب بنت جحش الأسدية وجويرية بنت الحارث المصطلقية رضي الله عنهن .
لطيفة:
قال الرازي:وجه التعلق ،هو أن مكارم الأخلاق منحصرة في شيئين:التعظيم لأمر الله ،والشفقة على خلق الله .وإلى هذا أشار عليه السلام بقوله:( الصلاة وما ملكت أيمانكم ) .ثم إن الله تعالى لما أرشد نبيه إلى ما يتعلق بجانب التعظيم لله ،بقوله{[6146]}:{ يا أيها النبي اتق الله} ذكر ما يتعلق بجانب الشفقة .وبدأ بالزوجات فإنهن أولى الناس بالشفقة ،ولذا قدمهن في النفقة .انتهى .