{ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ} حصونهم{ وَأَمْوَالَهُمْ} أي نقوذهم وأثاثهم ومواشيهم{ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا} أي أرضا لم تقبضوها بعد ،يعني خيبر ،وقيل مكة .رواه مالك عن زيد بن أسلم .وقيل:فارس والروم ،وقال{[6145]}:ابن جرير:يجوز أن يكون الجميع مرادا .قال الزمخشري:ومن بدع التفاسير أنه أراد نساءهم .وبتمام هذه الغزوة أراح الله المسلمين من شر مجاورة اليهود الذين تعودوا الغدر والخيانة ،ولم يبق إلا بقية من كبارهم بخيبر مع أهلها ،وهم الذين كانوا السبب في إثارة الأحزاب .قال بعضهم:يا الله ! ما أسوأ عاقبة الطيش ! فقد تكون الأمة مرتاحة البال هادئة الخواطر ،حتى تقوم جماعة من رؤسائها بعمل غدر يظنون من ورائه النجاح .فيجلب عليهم الشرور ويشتتهم من ديارهم .وهذا ما حصل لليهود في الحجاز .فقد كان بينهم وبين المسلمين عهود يأمن بها كل منهم الآخر .ولكن اليهود لم يوفوا بتلك العهود حسدا منهم وبغيا .فتم عليهم ما تم .سنة الله في المفسدين .فإن الله لا يصلح أعمالهم{ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} أي وقد شاهدتم بعض مقدوراته فاعتبروا بغيرها .