والتعبير عن هذه الغنائم ب «الإرث » لأنّ المسلمين لم يبذلوا كثير جهد للحصول عليها ،وسقطت في أيديهم بسهولة كلّ تلك الغنائم التي كانت حصيلة سنين طويلة من ظلم وجور اليهود واستثماراتهم في المدينة .
وتقول الآية في النهاية: ( وأرضاً لم تطؤوها وكان الله على كلّ شيء قديراً ) .
هناك اختلاف بين المفسّرين في المقصود من ( أرضاً لم تطؤوها ) وأيّ أرض هي ؟
فاعتبرها البعض إشارة إلى أرض خيبر التي فتحت على أيدي المسلمين فيما بعد .
واعتبرها آخرون إشارة إلى أرض مكّة .
وآخرون يعتقدون أنّها إشارة إلى أرض الروم وفارس .
ويرى البعض أنّها إشارة إلى جميع الأراضي والبلدان التي وقعت في يد المسلمين من ذلك اليوم وما بعده إلى يوم القيامة .
إلاّ أنّ أيّاً من هذه الاحتمالات لا يناسب ظاهر الآية ،لأنّ الآيةبقرينة الفعل الماضي الذي جاء فيها ( أورثكم )شاهدة على أنّ هذه الأرض قد أصبحت تحت تصرّف المسلمين في حادثة غزوة بني قريظة ،إضافةً إلى أنّ أرض مكّةوهي إحدى التفاسير السابقةلم تكن أرضاً لم يطأها المسلمون ،في حين أنّ القرآن الكريم يقول: ( وأرضاً لم تطؤوها ) .
والظاهر أنّ هذه الجملة إشارة إلى البساتين والأراضي الخاصّة ببني قريظة ،والتي لم يكن لأحد الحقّ في دخولها ،لأنّ اليهود كانوا يبذلون قصارى جهودهم في سبيل الحفاظ على أموالهم وحصرها فيما بينهم .
ولو أغمضنا ،فإنّها تتناسب كثيراً مع أرض «خيبر » التي أخذت من اليهود بعد مدّة ليست بالبعيدة ،وأصبحت في حوزة المسلمين ،حيث إنّ معركة «خيبر » وقعت في السنة السابعة للهجرة .
/خ27