شرح الكلمات:
{أذاعوا به}: أفشوه معلنينه للناس .
{يستنبطونه}: يستخرجون معناه الصحيح .
المعنى:
وقوله:{وإذا جاءهم أمر من الأمن والخوف أذاعوا به} وهي الآية الرابعة ( 83 ) فإن الله تعالى يخبر عن أولئك المرضى بمرض النفاق ناعياً عليهم إرجافهم وهزائمهم المعنوية فيقول{وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف} أي إذا وصل من سرايا الجهاد خبر بنصر أو هزيمة سارعوا فإفشائه وإذاعته ،وذلك عائد إلى مرض قلوبهم لأن الخبر وأطلق عليه لفظ الأمر لأن حالة الحرب غير حالة السلم إذا كان بالنصر المعبر عنه بالأمن فهم يعلنونه حسداً أو طمعاً ،وإذا كان بالهزيمة المعبر عنها بالخوف يعلنونه فزعاً وخوفا لأنهم جبناء كما تقدم وصفهم ،قال تعالى في تعليمهم وتعليم غيرهم ما ينبغي أن يكون عليه المجاهدون في حال الحرب ،{ولو ردوه إلى الرسول} القائد الأعلى ،{وإلى أولي الأمر منهم} وهم أمراء السرايا المجاهدة{لعلمه الذين يستنبطونه منهم} أي لاستخرجوا سر الخبَرِ وعرفوا ما يترتب عليه فإن كان نافعاً أذاعوه ،و أن كان ضارا أخوفه .
ثم قال تعالى:{ولولا فضل الله عليكم ورحمته} أيها المؤمنون{لاتبعتم الشيطان} في قبول تلك الإِشاعات المغرضة والإِذاعات المثبطة{إلا قليلا} منكم من ذوي الآراء الصائبة والحصافة العقلية إذ مثلهم لا تثيرهم الدعاوي ،ولا تغيرهم الأراجيف ،ككبار الصحابة من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم أجمعين .
الهداية
من الهداية:
- تقرير مبدأ أن أخبار الحرب لا تذاع إلا من قبل القيادة العليا حتى لا يقع الاضطراب في صفوف المجاهدين والأمة كذلك .
- أكثر الناس يتأثرون بما يسمعون إلا القليل من ذوي الحصافة العقلية والوعي السياسي .