شرح الكلمات
{ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله}: أي ذلك العذاب كان لكم بسبب كفركم واتخاذكم آيات الله هزواً{هزواً}: أي شيئا مهزؤاً به .
{وغرتكم الحياة الدنيا}: أي طول العمر والتمتع بالشهوات والمستلذات{ولا هم يستعتبون}: أي لا يؤذن لهم في الاستعتاب ليعتبوا فيتوبوا .
المعنى
وعلة هذا الحكم عليهم بيَّنها تعالى بقوله{ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا} أي حكم عليكم بالعذاب والخذلان بسبب اتخاذكم آيات الله الحاملة للحجج والبراهين الدالة على وجود الله ووجوب توحيده وطاعته هزوا أي شيئا مهزواً به ،{وغرَّتكم الحياة الدنيا} بزخرفها وزينتها ،وطول أعماركم فيها ،فلم تؤمنوا ولم تعملوا صالحا ينجيكم من هذا العذاب الذي حاق بكم اليوم .قال تعالى{فاليوم لا يخرجون منها} وترك مخاطبتهم إشعاراً لهم بأنهم لا كرامة لله لهم اليوم ،فلم يقل فاليوم لا تخرجون منها ،بل عدل عنها إلى قوله{فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون} أي لم يطلب منهم أن يعتبوا ربهم بالتوبة إليه ،إذ لا توبة بعد الموت ،والرجوع إلى الدنيا غير ممكن في حكم الله وقضائه ،وهنا تعظم حسرتهم ويشتد العذاب عليهم ويعظم كربهم .