/م30
المفردات:
آيات الله: القرآن .
هزوا: سخريا .
وغرتكم: وخدعتكم فاطمأننتم إليها .
ولا هم يستعتبون: أي: ولا يطلب منهم أن يعتبوا ربهم ،أي أن يرضوه ،يقال: عتب عليه فأعتبه ،أي: لامه فأرضاه بإزالة ما لامه من أجله ،والعتبى هي الرضا .
التفسير:
35-{ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون} .
ذلكم العذاب بأنكم سخرتم من القرآن وآيات الله ومعجزاته البينات ،واستهزأتم بالرسول والمؤمنين والدعوة إلى الإيمان والتوحيد ،وشغلتكم الدنيا بما فيها ،وظننتم ألا بعث ولا جزاء ،فاليوم يوم الجزاء ،لا تخرجون من النار أبدا ،ولا تقبل منكم توبة ،ولا ترجعون إلى الدنيا أملا في العتبى ،أي مرضاة الله والعمل بما يرضيه ،فقد مضى أوان التوبة والرضا ،لأن الدنيا عمل ولا حساب ،والآخرة حساب ولا عمل .
قال صاحب الظلال:
ثم يسدل الستار عليهم بإعلان مصيرهم الأخير ،وهم متروكون في جهنم لا يخرجون ،ولا يطلب إليهم اعتذار ولا عتاب .
{فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون} .
وكأننا نسمع مع إيقاع هذه الكلمات صرير الأبواب وهي توصد إيصادها الأخير ،وقد انتهى المشهد فلم يعد فيه بعد ذلك تغيير ولا تحوير .