{ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللَّهِ هُزُواً} في أسلوبكم الساخر الذي يحاول أن يجعل من فكر الآيات مثاراً للسخرية والاستهزاء ،بدلاً من أن يكون مثاراً للتأمّل والحوار ،لتهربوا من الحقيقة العميقة المتمثلة في مضمونه ،التي تفرض نفسها عليكم وعلى الآخرين في مواقع الجدّ والاهتمام ،{وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} بشهواتها ولذاتها وامتيازاتها التي أخذتم بها في حركة الغرور المنتفخ ،وامتداد الأمل الذي ينسيكم الموت فيشغلكم عن التفكير فيه ،وفي دلالاته ،وإيحاءاته ،وفي ما بعده ،{فَالْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا} فهي مكانهم الدائم{وَلاَ هُمْ يُسْتَعَتَبُونَ} أي لا يطلب منهم العتبى والاعتذار ليؤدي ذلك إلى قبول العذر ،لأن زمن الاعتذار والاستغفار قد انتهى بانتهاء الفرصة التي منحهم الله إياها في الدنيا .