شرح الكلمات:
{الطيبات}: ما أذن الله تعالى في أكله وأباحه لعباده المؤمنين .
{الجوارح}: جمع جارحة بمعنى كاسبة تجرح بمعنى تكسب .
{مكلبين}: أي مرسلين الجارحة على الصيد السواء كانت الجارحة كلباً أو طيراً .
المعنى:
ورد أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم فأبى أن يدخل لوجود كلب صغير في البيت فقال: ( إنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ) فأمر النبي بعدها بقتل الكلاب فقتلت ثم جاء بعضهم يسأل عما يحل لهم من أمة الكلاب فأنزل الله تعالى هذه الآية:{يسألونك ماذا أحل لهم ؟{قل أحل لكم الطيبات} وهي كل ما لذ وطاب مما أباحه الله تعالى ولم ينه عنه ،وأحل لكم كذلك صيد ما علمتم من الجوارح وهي الكلاب الخاصة بالاصطياد والفهود والنمور والطيور كالصقور ونحوها .مكلبين أي مرسلين لها على الصيد لتمسكه لكم ،{تعلمونهن مما علمكم الله} .أي تؤدبون تلك الجوارح بالأدب الذي أدبكم الله تعالى به ،وحد الجارحة المؤدبة أنها إذا اشيلت أي أرسلت على الصيد ذهبت إليه وإذا زُجرت انزجرت وإذا دعيت أجابت .وقوله تعالى:{فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه} يفيد شرطين لحلية الصيد زيادة على كون الجارحة معلمة وهما أولاً أن يذكر اسم الله عند إرساله الجارحة بأن يقول: بسم الله هاته مثلا ،والثاني أن لا تأكل الجارحة منه فإن أكلت منه فقد أمسكت لنفسها ولم تمسك لمن أرسلها ،اللهم إلا إذا أدركت حية لم تمت ثم ذكيت فعند ذلك تحل بالتذكية لا بالاصطياد ،وقوله تعالى:{واتقوا الله إن الله سريع الحساب} وعيد لمن لم يتق الله في أكل ما حرم أكله من الميتة وأنواعها ،ومن صيد صاده غير معلّم من الجوارح ،أو صاده معلم ولكنه أكل منه فمات قبل التذكية .فلتتق عقوبة الله في ذلك فإن الله سريع الحساب .
هذا ما دلت عليه الآية الأولى ( 4 ) .
الهداية
من الهداية:
- مشروعية سؤال من لا يعلم عما ينبغي له أن يعلمه .
- حلية الصيد إن توفرت شروطه وهي أن يكون الجارح معلماً وأن يذكر اسم الله تعالى عند إرساله وأن لا يأكل منه الجارح ،ويجوز أكل ما صيد برصاص أو بآلة حادة بشرط ذكر اسم الله عند رميه ولو وجد ميتاً فلم يذك .