{يُعْرَضُونَ}: العرض: إظهار الشيء ،ومعنى العرض على الله: أنهم يقفون في المقام الذي يريه العبادَ للمطالبة بالأعمال .
{الأشْهَادُ}: جمع شاهد ،وهو العالِم الذي يبيّن ما عَلِمَهُ .
مدلول اللعنة الإلهية
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} بما يوحي به الافتراء من تزييف للصورة الحقيقية التي يريد الله للحياة وللإنسان المزيد من الارتباط بها ،فيسيء بذلك إلى الحياة والإنسان ،وقد تقدم بعض الحديث عن هذه الفقرة في أكثر من موضعٍ من هذا التفسير ،{أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ} في موقف الحساب الذي يواجهون فيه نتائج أعمالهم السيّئة ،وافتراءاتهم الكاذبة ،{وَيَقُولُ الاَْشْهَادُ} الذين كانوا يراقبون أعمالهم ،من الأنبياء والأولياء ،ويستمعون إليهم في ضلالهم ويتحملون منهم ألوان الاضطهاد:{هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} في ما نسبوا إليه من أقوال وحرّفوه من كتبه ،وبما شرّعوه من أحكام ،{أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} الذين ظلموا أنفسهم وظلموا غيرهم ،لأن الظلم ،بما يكشف من خلفيّات ،ونوايا شرّيرة ،وآفاق عدوانيّة في النفس ،وفي ما يؤدّي إليه من نتائج سلبية على مستوى واقع الحياة العقيديّة والعملية ،يبعد الإنسان عن ساحة رحمة الله ،ويقربّه من ساحات غضبه ،وذلك هو مدلول اللعنة الإلهية في كل المجالات التي يعلن فيها لعنته على أحد من خلقه .