الأشهاد: جمع شاهد .
بعد أن بين الله أن الناس فريقان:فريق يريد الدنيا وزينتها ،وفريق مؤمن بربه وبرسالة رسوله الكريم ،ذكر هنا بيان حال كُلٍّ من الفريقين وما يكون عليه في الآخرة .وهو يضرب للفريقين مثلا: الأعمى والأصم ،والبصير والسميع .
لا أحد أكثرُ ظلماً لنفسه وبُعدا عن الحق من الذين يكذِبون على الله .
إن افتراء الكذب في ذاته جريمةٌ نكراء وظلمٌ لمن يُفترى عليه الكذب ،فكيف إذا كان هذا الافتراءُ على الله !!
سَيُعْرَضُ هؤلاء المفترون يوم القيامة على ربهم ليحاسبَهم على أعمالهم السيئة ،فيقول الأشهاد من الملائكة والأنبياء والناس: هؤلاء هم الذين ارتكبوا جريمة الكذب على الله .بذلك يفضحونهم بهذه الشهادةِ المقرونة باللَّعنة ،أي خروجِهم من رحمة الله .
وفي الصحيحَين عن عبد الله بن عمر قال: ( سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يُدني المؤمنَ حتى يضعَ كنَفَه عليه ويسترَهُ من الناس ،ويقرِّره بذنوبه ويقول له: أتعرف ذنْبَ كذا ؟أتعرف ذنب كذا ؟فيقول: يا ربِّ أعرف ،حتى إذا قرّره بذُنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلَك قال: فإنّي سترتُها عليك في الدُّنيا وأنا أغفر لك اليوم ،ثم يعطى كتاب حسناته ) .