{عِوَجًا}: العوج: العدول عن طريق الصواب .
الانحراف يضع الحواجز بين الناس وبين الله
{الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} فيمنعون الناس من الانطلاق في الخطّ المستقيم ،{وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا}فيريدون لهم أن يسيروا في الخط المنحرف الأعوج على مستوى العقيدة ،وعلى مستوى العمل ،بما يثيرونه من الشكوك والشبهات ،وبما يوجّهونه إليهم من تحديات ،أو يفرضونه عليهم من ضغوط نفسيّة أو جسديّة ،وهكذا يعلنون الحرب على الله في أكثر من جهة ،ويساهمون بذلك في إضلال الناس وإبعادهم عن الله ،فأيّة جريمة أفظع من هذه الجريمة ضد الله وضد الناس ؟إنك تمنع الخير عن نفسك عندما تمنعها عن الاستجابة للهدى ،ولكنك لا تكتفي بذلك ،بل تعمل على أن تمنعه عن الناس ،فتسيء إلى قيمة الخير الصادر عن الله ،وإلى الناس جميعاً .إنها صورة هؤلاء الذين يضعون الحواجز بين الناس وبين الله ،{وَهُمْ بِالآخرةِ هُمْ كَافِرُونَ} فإن مظهر الإيمان بالآخرة هو مراقبة الله في كل موقف ،والخضوع لإرادته في كل مجال ،بينما يتمثل الكفر في التمرّد عليه في القول والعمل والموقف ،كأمثال هؤلاء