/م18
{ الذين يصدون عن سبيل الله} صفة للظالمين الملعونين ، أي هم الذين يمنعون الناس ويصرفونهم عن سبيل الله الموصلة إلى معرفتهم وعبادته وهي دينه القيم وصراطه المستقيم{ ويبغونها عوجا} أي يصفونها بالعوج والالتواء للتنفير عنها ، أو يريدون أن تكون عوجاء بموافقتها لأهوائهم من الشرك وإباحة الظلم والفسق{ وهم بالآخرة هم كافرون} أي والحال أنهم كافرون بالآخرة لا يؤمنون ببعث ولا جزاء ، وإنما الدين عندهم رابطة دنيوية ، وشعائر قومية ، قد يتعصبون لها تعصبهم لقوميتهم ، وتقليدا لآبائهم ، وهكذا شأن الملاحدة والمبتدعة من أهل الأهواء ، المدعين لدين الأنبياء ، كما تراهم في هذا الزمان ، وزيادة"هم "بين المبتدأ والخبر للتأكيد ، وقد تقدم نص هذه الآية بدون هذه الزيادة في الآية 24 من سورة الأعراف ( 7 ) فراجع تفسيرها في الجزء التاسع .