والآية التي بعدها تبيّن صفات الظالمين في ثلاث جمل:
الأُولى تقول: إِنّهم يمنعون الناس بمختلف الأساليب عن سبيل الله ( الذين يصدون عن سبيل الله ) فمرّة عن طريق إِلقاء الشُبهة ،ومرّة بالتهديد ،وأحياناً عن طريق الإِغراء والطمع ،وجميع هذه الأساليب ترجع إلى أمر واحد ،وهو الصدّ عن سبيل الله .
الثّانية تقول: إِنّهم يسعون في أن يُظهروا سبيل الله وطريقه المستقيم عِوَجاً ( ويبغونها عوجاً ){[1771]} .
أي بأنواع التحريف من قبيل الزيادة أو النقصان أو التّفسير بالرأي وإِخفاء الحقائق حتى لا تتجلى الصورة الحقيقية للصراط المستقيم .ولا يستطيع الناس وطلاب الحق السير في هذا الطريق .
والثّالثة تقول: إِنّهم لا يؤمنون بيوم النشور والقيامة ( وهم بالآخرة هم كافرون ) .
وعدم إيمانهم بالمعاد هو أساس الانحرافات ،لأنّ الإِيمان بتلك المحكمة الكبرى والعالم الوسيع بعد الموت يفعل الطاقات الايجابية الكامنة في النفس والروح .
ومن الطّريف أنّ جميع هذه المسائل تجتمع في مفهوم «الظلم » لأنّ المفهوم الواسع لهذه الكلمة يشمل كل انحراف وتغيير للموضع الواقعي للأشياء والأعمال والصفات والعقائد .