{بِطَارِدِ}: الطرد: الإبعاد على جهة الهوان ،وتطارد الأقوال: حمل بعضها على بعض .
{وَيَقَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً} فلم أطرح عليكم تقديم أي امتياز مالي شخصي لي كأجرٍ على الرسالة ،لتفسروا الموقف على أساس الطمع في مكاسب وأرباح يبحث عنها الآخرون في مواقف مماثلة .
{إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ} ،فهو الذي حمّلني مسؤولية الرسالة ،وهو الذي وعدني الأجر من عنده ،في ما أعدّه لرسله ولأوليائه المجاهدين من ثواب عظيم ،يدفع الدعاة العاملين في سبيله إلى التضحية والعطاء بلا مقابل دنيوي ،{وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ ءامَنُواْ} استجابة لما تطرحونه من طلب استبعادهم عن ساحة الرسالة في الحياة ،كأساس لتفكيركم بالإيمان بها ،لأني لا أملك أمرهم ،كما لا أملك أمر تقييم ما في نفوسهم وصدق إيمانهم من خلال الأسس التي ترتكزون عليها في الحكم على الأشياء والأشخاص ،أو من خلال الاتهامات التي تثيرونها حول مواقعهم ،كما أنكم لا تملكون موقع الحكم عليهم ،{إِنَّهُمْ مُّلاَقُو رَبِّهِمْ} ليواجهوا النتيجة الحاسمة لموقفهم ،فهو العالم بخفايا الناس بما تختزنه من صدق الإيمان ،وجدّية المواقف ،{وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} في طريقتكم في التحدّي ،وأسلوبكم في التقييم والحكم على الواقع .