{مَوْثِقًا}: عهداً .
{يُحَاطَ بِكُمْ}: تُغلبوا على أمركم .
{قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ} فقد كان القلق يفترس مشاعره ،ويأكل قلبه ،مما جعله يعيش الصراع بين الإذن لهم في اصطحابه معهم ،وبين الامتناع عن ذلك ،لأن تجربته السابقة معهم كانت حاضرة في ذهنه وقلبه وتوحي له بعدم الثقة بهم .إنه يبحث عن أساس للثقة ،لا مجال لتحصيله إلا بالكشف عن المستقبل من خلال الغيب ليحصل على الاطمئنان ،فطلب منهم أن يعطوه المواثيق على الالتزام بحمايته ،بكل ما يملكون من إمكانات ووسائل ،بحيث يستنفذون كل إمكاناتهم في هذا السبيل ،ولا يبقى لهم مجال لاستخدام اية وسيلة ممكنة إلا إذا كان هناك جمع كبير يحيط بهم مما لا يستطيعون الثبات أمامه ،وهذا ما يُعذر به الناس في مثل هذه الأمور .وهكذا طلب منهم أن يحلفوا ،ويعطوا المواثيق والعهود على ذلك كله{فَلَمَّآ ءَاتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ} فهو الشاهد على ذلك ،وهو الكفيل بإتمامه ،لأنه المهيمن على الأمر كله .