{وَجَعَلُواْ للَّهِ أَندَادًا} لما ابتدعوه من آلهةٍ ،بحيث أعطوها القداسة وعبدوها ،وأخلصوا لها الطاعة ،{لِّيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِ} لما يمثله ذلك من انحرافٍ عن المنهج الذي يريد الله للناس أن يتخذوه في حياتهم العامة والخاصة ،وابتعادٍ عن الأهداف التي يريد الله للحياة أن تتّجه إليها .{قُلْ تَمَتَّعُواْ} وخذوا حريتكم في ما تتقلبون به من حياة وصحة وأمان ،واستسلموا للّحظة الحاضرة التي تشغلكم عن التفكير بالمصير الذي تتجهون إليه ،فتؤدي بكم إلى الغفلة الخادعة التي تثير فيكم الشعور بالثقة في المستقبل ،والقوة في الموقف ،{فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ} لأنها النهاية الطبيعية لتلك البداية .وهذا هو منطق الرسالة الذي يخاطب به الرسل هؤلاء المعاندين المتكبرين الذين أصرّوا على الكفر والعصيان ،أما الذين لا تزال قلوبهم مفتوحة للموعظة وللنصيحة ،فإن هناك منطقاً آخر ،يوجّه إليهم بأسلوب آخر .