المفردات:
أندادا: جمع ند ،وهو: المثل والنظير .
مصيركم: مرجعكم .
التفسير:
{وجعلوا لله أنداد ليضلوا عن سبيله ...} .
أي: اتخذوا لله الواحد الأحد ،الفرد الصمد ،أندادا وشركاء من الأصنام والأوثان ،أشركوهم به في العبادة .
{ليضلوا عن سبيله} .ليوقعوا قومهم في الضلال ،ولا خروج عن سبيل الله وهو التوحيد ،بما زينوه لهم من شرك وافتراء .
وهذا عمل السادة المتبوعين من سدنة الأوثان وسدنة المذاهب الضالة24 .
{قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار} .أي: تلذذوا بالمعاصي والشهوات ،التي تماديتم فيها ؛فقد قابلتم النعمة بالكفر بدل الشكر ،وأغريتم الأتباع بالضلال وعبادة الأوثان والأصنام !.
{فإن مصيركم إلى النار} .أي: افعلوا ما بدا لكم ،فإن عاقبتكم جهنم وبئس القرار ؛إذا لم تقلعوا عن غيّكم وكفركم .
وهذا الأسلوب يراد به: التحذير ،كما يقول الطبيب لمريض يستهين بأوامره: تمتع بالأكل كما تشاء ؛فإن مصيرك الموت !وكما يقول الحاكم لمن عصاه: افعل ما شئت ؛فإن مصيرك حبل المشنقة !.
قال الشوكاني:
{قل تمتعوا} .بما أنتم فيه من الشهوات ،وبما زينته لكم أنفسكم من كفران النعم .
{فإن مصيركم إلى النار} .
أي: مرجعكم إليها ليس إلا ،كأنه قيل: فإن دمتم على ذلك ؛فإن مصيركم إلى النار . اه .
وشبيه بهذه الآية قوله تعالى:{قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار}( الزمر:8 ) .
وقوله تعالى:{نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ} ( لقمان:24 ) .