المفردات:
لا بيع فيه: لا فدية فيه .
ولا خلال: الخلال معناه: المخالة وهي: الموادة ،أو جمع خليل ،وهو الصديق ،أو جمع خلة ،بضم الخاء وتشديد اللام مفتوحة ،وهي: الصداقة .
التفسير:
{قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة ...} .
من طبيعة القرآن الكريم المراوحة في الحديث ،والتنقل بين الحديث عن الكافرين ،وتوجيه الخطاب إلى المؤمنين .
والمعنى: قل يا محمد لعبادي ،الذين استجابوا لدعوة ربهم:
{يقيموا الصلاة} .يحافظوا على إقامة الصلاة في أوقاتها ،مع خشوعها وخضوعها وحضور القلب فيها ،وإتمام أركانها ؛حتى تؤدي دورها في إصلاح الفرد والمجتمع .
{وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية} .ويقدموا للفقراء والمساكين والمحتاجين ،جانبا من المال الذي استخلفهم الله فيه ،سواء أكان على وجه الصدقة فالإسرار فيه أفضل ،أم كان على وجه الزكاة فالإعلان فيه أفضل .
{من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال} .
أي: يقيموا الصلاة والعبادة ،والزكاة والصدقات في هذه الدنيا ،من قبل أن يجيء يوم القيامة ففي هذا اليوم لا يستطيع المقصر في العمل أن يفدي نفسه ،بالبيع والشراء ،ولا يستطيع الخليل أن ينقذ خليله من أهوال هذا اليوم ؛لأن العملة الوحيدة في ذلك اليوم هي العمل الصالح ،الذي قدمه الإنسان في دنياه .
وفي هذا المعنى يقول الله تبارك وتعالى:{يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون}( البقرة:254 ) .
وعلى لسان إبراهيم الخليل يقول سبحانه:{ولا تخزني يوم يبعثون* يوم لا ينفع مال ولا بنون* إلا من أتى الله بقلب سليم}( الشعراء:87 89 ) .