{بَيْعٌ}: البيع: الفدية .
{خِلالٌ}: الصداقة .
دعوة المؤمنين للصلاة والإنفاق
{قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ} الذين يريدون النجاة في الدنيا والآخرة ،ويبحثون عن أفضل السبل المؤدّية إليها ،{يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ} لأنها معراج روح المؤمن إلى الله ،والناهية له عن الفحشاء والمنكر ،والمنفتحة به على كل الآفاق الروحية التي تسمو به في رحاب الله وتحرّك فيه كل عوامل الخير في الحياة ،{وَيُنْفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً} بما يمثله الإنفاق من روحية عطاء تنفتح على مشاكل البائسين والمحرومين وآلامهم بكل إيجابية المسؤولية ،وتتلمّس المواقع الصعبة لتواجهها بكل ما يمكن أن يخفف من صعوبتها ويدفعها إلى طريق الحل ،دون فرقٍ بين حالة الإسرار التي قد تفرضها الحاجة إلى حفظ كرامة هؤلاء البائسين الذين يريدون للناس أن يكتشفوا واقع الحاجة في حياتهم ،وبين حالة الإعلان التي قد تفرضها الحاجة إلى تشجيع الآخرين على الخير ،بتشكيل القدوة الحسنة لهم .وهكذا يعيش المؤمن في الإنفاق ،معنى العبادة العملية من موقع التقرب إلى الله ،والاتجار معه الذي لا ينتفع العباد بشيء كما ينتفعون به ،{مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلالٌ} وهو يوم القيامة الذي يستطيع أيّ إنسان أن يكتسب فيه شيئاً لم يكتسبه من قبل ،لأنه يوم مواجهة الإنسان لنتائج المسؤولية ،لا يوم التحرك في خطّها ،لذا لا يستطيع أن يعتمد في النجاة على أي علاقة صداقةٍ وقرابةٍ أقامها ،لأنه اليوم الذي لا يغني فيه أحد عن أحد ،وإن كانت خلّة المؤمنين لا تنقطع ،بل تمتد إلى يوم القيامة ،ولكن امتداد الخلّة شيء ،والانتفاع بها يوم القيامة للنجاة من العذاب شيءٌ آخر .