{دَآئِبَينَ}:دائمين .
{وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ} لا ينقطعان عن الحركة في النظام الكوني الذي يؤمن الشروط الطبيعيّة لبقاء الحياة على الأرض وفي الجوّ ،من خلال هذين الكوكبين اللذين يتدخلان في نظامها المتقن البديع ،في أكثر من سرٍّ في حركة الحياة في الكون ،{وَسَخَّرَ لَكُمُ الَّليْلَ وَالنَّهَارَ} في تنظيمهما لحياة الإنسان على القاعدة الثابتة المريحة التي تعطي الجسم راحته وهدوءه في الليل مع ما يؤمنه الظلام من سكونٍ وراحةٍ ووداعة ،وإطلاق حركته في تحصيل لقمة العيش مع ما يؤمنه النهار من إشراق النور وانفتاح كل مطالب الإنسان في الحياة .وهكذا تلتقي الرؤية الواعية بالله في الكون ،حيث يشعر الإنسان ،بأن الله قد أودع فيه الشروط الطبيعية لوجود حياته واستمرارها ،وهذا هو معنى تسخير كل الظواهر الكونية للإنسان ،بحيث يشعر أن كل ما فيها من عناصر القوة كان رحمةً من الله به ،وليس هذا هو كل شيء في مظاهر نعمة الله على الإنسان ،بل هناك الظواهر الأخرى المبثوثة في كل مكان من حوله ،وفي داخل جسمه ،مما أعدّه الله للإنسان ،لينعم به في كل ما يحتاج إليه .