( وسخّر لكم الأنهار ) كي تسقوا من مائها زروعكم ،وتشربوا أنتم وأنعامكم ،وفي كثير من الأحيان تكون طريقاً للسفن والقوارب ،وتستفيدون منها في صيد الأسماك .
وليست موجودات الأرضفقطمسخّرةً لكم ،بل ( وسخّر لكم الشمس والقمر دائبين ){[2004]} .
وليست مخلوقات العالم بذاتها فقط ،بل حتّى الحالات العرضية لها هي في خدمتكم: ( وسخّر لكم الليل والنهار وآتاكم من كلّ ما سألتموه ) من احتياجاتكم البدنيّة والاجتماعية وجميع وسائل السعادة والرفاه ( وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها ) لأنّ النعم المادية والمعنوية للخالق شملت جميع وجودكم وهي غير قابلة للإحصاء ،وعلاوةً على ذلك فإنّ ما تعلمونه من النعم بالنسبة لما تجهلونه كقطرة في مقابل البحر .
وعلى الرغم من كلّ هذه الألطاف والنعم ف( إنّ الإنسان لظلوم كفّار ) .
فلو كان الإنسان يستفيد من هذه النعم بشكلها الصحيح لأستطاع أن يجعل الدنيا حديقة غنّاء ولنفّذ مشروع المدينة الفاضلة ،ولكن بسبب عدم الاستفادة الصحيحة لها أصبحت حياته مظلمة ،وأهدافه غير سامية ،فتراكمت عليه المشاكل والصعاب وقيّدته بالسلاسل والأغلال .
/خ33