{يَتَوَارَى}: يستخفي .
{هُونٍ}: ذلةٍ وخزي .
{يَدُسُّهُ}: يخفيه .
وهكذا يواجه الواحد منهم ولادة الأنثى ،بغيظ متفجر يحتبس في الصدر ،دون أن يتمكن من التعبير عنه بالقول أو الفعل ،لحراجة الموقف ،فيبقى كاظماً لغيظه ،بانتظار أن يعبر عنه بطريقةٍ أخرى ،{يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ} ،كأنه يفرّ من العار الذي أحاط به .{أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ} ،أي: ذلة ،{أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ} ،وذلك بطريقة الوأد ،وهو دفنها حيّة .
تساوي الذكر والأنثى عند الله:
{أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ} ؛لأن مثل هذا الانحراف في التصور لقضية الذكر والأنثى ،لا ينسجم مع ما جاءت به الرسالات السماوية ،من مفاهيم إنسانية تقضي بتساوي النظرة إلى كل منهما لجهة الطبيعة والقيمة والمسؤولية ،فإن الأنثى كما الذكر إنسان ،تقع استقامته أو انحرافه في دائرة مسؤوليته الشخصية ،ولا تتعداها إلى الأهل والعشيرة ،بالتالي: فإن شرفها وعارها ،يقع في تلك الدائرة أيضاً ولا يتعداها ،وأي انحراف من المرأة يطال المجتمع بالعار ،يجب أن يكون كذلك بالنسبة للرجل على المستوى الإنساني ،وإلا فإنه يمثل انحيازاً لا إنسانياً إلى جانب الرجل ،وحكماً سيئاً لا ينسجم مع العدالة الإنسانية والإلهية في التشريع ،كما أن عملهم هذا بإمساك الأنثى على أساس الذل والهوان ،أو وأدها في التراب وهي حيّةٌ ،هو من الأعمال التي يحكم الله بسوئها في حساب النتائج .