يقول تعالى ذكره:يتوارى هذا المبشر بولادة الأنثى من الولد له من القوم، فيغيب عن أبصارهم ( مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ) يعني:من مساءته إياه مميلا بين أن يمسكه على هون:أي على هوان، وكذلك ذلك في لغة قريش فيما ذكر لي، يقولون للهوان:الهون ؛ ومنه قول الحطيئة:
فلمَّـا خَشِـيتُ الهُـونَ والعَـيْرُ مُمْسِكٌ
عـلى رَغْمِـهِ مـا أثبتَ الحبلَ حافِرُه (1)
وبعض بني تميم جعل الهون مصدرا للشيء الهين ، ذكر الكسائي أنه سمعهم يقولون:إن كنت لقليل هون المؤنة منذ اليوم قال:وسمعت:الهوان في مثل هذا المعنى، سمعت منهم قائلا يقول لبعير له:ما به بأس غير هوانه، يعني خفيف الثمن، فإذا قالوا:هو يمشي على هونه، لم يقولوه إلا بفتح الهاء، كما قال تعالىوَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا.( أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ) يقول:يدفنه حيا في التراب فيئده.
كما حدثنا القاسم، قال:ثنا الحسين، قال:ثني حجاج، عن ابن جريج ( أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ) يئد ابنته.
وقوله ( أَلا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ) يقول:ألا ساء الحكم الذي يحكم هؤلاء المشركون ، وذلك أن جعلوا لله ما لا يرضون لأنفسهم، وجعلوا لما لا ينفعهم ولا يضرهم شركا فيما رزقهم الله، وعبدوا غير من خلقهم وأنعم عليهم.