{مَّخْذُولاً}: أي ليس له من ينصره .
{لاَّ تَجْعَل مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} في تصوّرك للألوهية الخالقة القادرة المنعمة الراحمة ،وفي تصوراتك العقيدية والفكرية ،لأنك لن تجد غيره خالقاً قادراً منعماً رحيماً ،فهو الذي أعطى كل شيء خلقه بقدرته ،وأفاض عليه كل النعم برحمته ،فكل شيء في الوجود مخلوق له ،فكيف يكون شريكاً له ؟ولا تجعل معه إلهاً آخر في العبادة والطاعة ،فإنهوحدهالمستحق للعبادة من خلال العبودية الذاتية المطلقة التي يعيش فيها الخلق أمامه .وهكذا يكون التوحيد في العقيدة والعبادة ،منسجماً مع الطبيعة الإنسانية في نداء الفطرة الصادر من الأعماق ،ودليلاً للعمل في الحياة ،فلا تترك السير على هداه{فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً} لأنك ابتعدت عن مواقع الرحمة ومنابع النعمة ،فتعيش مذموماً ،لأنّك أوقعت نفسك في الضياع والضلال ،ولأنك فقدت الصلة القوية بالله ،عندما انحرفت عن خط الاستقامة في العقيدة والعمل ،ففقدت النصير الذي بيده النصر كله وله القوة كلها ،ولن تجد من دونه ولياً ولا نصيراً ،فتعيش مخذولاً عاجزاً ذليلاً .