{يَا بَنِى إِسْرَائيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُم وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَاتَّقُواْ يَوْمًا لاَّ تَجْزِى نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ} تقدّمت هاتان الآيتان في ما سبق وتقدّم الحديث عنهما ،ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو السبب في إعادتهما وتكرارهما ،والظاهر هو أنَّ الحديث الذي بدأه القرآن مع بني إسرائيل كان محاولة لتذكيرهم بالميثاق وبنعم اللّه عليهم وبمسؤوليتهم عن هذه النعم بالسير مع الإسلام في دعوة النبيّ ،وكانت الآيات المتتابعة بمثابة استعراض للنعم وانحرافهم عن الخطّ المستقيم للمسؤولية ،من أجل تعميق الشعور بالمسؤولية في داخلهم في استحضار التاريخ الطويل المفعم بالحركة ،ومن الطبيعي أنَّ ختام هذا الفصل بالتركيز على هذا الجانب يعتبر عنصراً فعالاً في تحقيق ذلك ؛واللّه العالم بحقائق آياته .