{وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً} لأن مقاييسهم في تقويم الأشخاص ليست هي الكفاءات العلمية ،والملكات الروحية والعقلية التي يملكها الإنسان ،للحصول على احترامهم الذاتي والاجتماعي ،بل هي الامتيازات المالية أو الطبقية ،أو غير ذلك مما يتصل بالأمور الخارجة عن الذات ،مما يستعيره الإنسان من نسبه أو ماله أو موقعه الاجتماعي ،وبذلك فإنهم ينظرون إلى الرسول( ص ) نظرة سخرية وهزء ،لأن مستواه الاجتماعي في دعواه للنبوة تحتاج إلى مركز كبير ورفيع ،وهذافي نظرهملا يتناسب مع فقره ويتمه وفقدانه للمقومات الطبقية المرموقة في عرفهم ،{أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} ويهاجمها ويعمل على إبعاد الناس عن عبادتها ،في الوقت الذي لا يملك أي موقع يسمح له بذلك ؟
{وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَانِ هُمْ كَافِرُونَ} لأنهم لا يؤمنون بالله ،ولا برسالاته ،ولذلك فإنهم يتنكرون لرسله ،ويستصغرون قدرهم ،ولا يفهمون طبيعة العلاقة بين الرسالة والرسول في ما يفرضه المعنى الروحي للنبي ،بعيداً عن المعاني المادية للإنسان وللمجتمع .