/م34
36 - وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ .
إن يتخذونك إلا هزوا: ما يتخذونك إلا مهزوءا به مسخورا منه .
أهذا الذي يذكر آلهتكم: أهذا الذي يعيب آلهتكم .
وهم بذكر الرحمان: إذا ذكر الإله الرحمان الواحد .
هم كافرون: بما أنزل عليك من القرآن والرسالة كافرون جاحدون ؛فهم أولى بالرثاء والسخرية ؛لكفرهم بالله الحق .
كان الكفار يسخرون من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،ويستكثرون على الفقير اليتيم أن ينزل عليه وحي السماء وأن يكون رسولا نبيا .
ومعنى الآية:
إذا شاهدك المشركون تهكموا بك هازئين ،قائلين: أهذا الذي يتجرأ على ذكر آلهتكم ؛بأنها لا تسمع ولا تنفع ولا تضر ،ولا تفيد من عبدها .وهم كافرون بالله ،الإله الحق ،الخالق لهذا الكون ،أي: إنهم يستكثرون على محمد أن يذكر آلهتهم وأصنامهم بسوء ،ولا يستكثرون على أنفسهم ،أن يجحدوا حق الله عليهم في الإيمان به وبرسوله الصادق المصدوق ؛فسبحان من جعلهم يخضعون للأصنام الباطلة ،ويجحدون رسالة الرسول ،والإيمان بالرحمان مع أن هذا الإيمان هو الحق المبين ،لقد وضعوا الشيء في غير موضعه ،فهم أحق بالاستهزاء والسخرية .
وقد سجل القرآن الكريم أن الله حفظ نبيه من المستهزئين فقال: إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ * الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ .( الحجر: 95 ،96 ) .
وقال تعالى: وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إلاَّ هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً * إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلاَ أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً .( الفرقان: 41 ،42 ) .