التّفسير
خلق الإنسان من عَجَل !
نواجه في هذه الآيات مرّة أُخرى ،بحوثاً أُخرى حول موقف المشركين من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ،حيث يتّضح نمط تفكيرهم المنحرف في المسائل الاُصولية ،فتقول أوّلا: ( وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلاّ هزواً ) فهؤلاء لا عمل لهم إلاّ السخرية والاستهزاء ،ويشيرون إليك بعدم اكتراث ويقولون: ( أهذا الذي يذكر آلهتكم{[2511]} وهم بذكر الرحمن هم كافرون ) .
ممّا يثير العجب هو إنّه لو ازدرى أحدٌ هذه الأصنام الخشبية والحجرية ( وما هو بمزدر لها ،بل يُفصح عن حقيقتها ) فيقول: إنّ هذه موجودات لا روح فيها ولا شعور ولا قيمة لها ،لتعجبوا منه ،أمّا إذا جحد أحدهم ربّه الرحمن الرحيم الذي عمّت آثار رحمته وعظمته الأرض والسّماء وما من شيء إلاّ وفيه دليل على عظمته ورحمته ،لما أثار إعجابهم !!
نعم ،إنّ الإنسان إذا اعتاد أمراً وتطبّع عليه وتعصّب له فإنّه سيتقدّس في نظره وإن كان أسوء الأمور ،وإذا عادى شيئاً فسيبدو سيّئاً في نظره تدريجيّاً وإن كان أجمل الاُمور وأحبّها .