{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُهُمْ وَلاَ يَضُرُّهُمْ} فلا يملكون أساساً لذلك في براهين الفكر أو إحساس الوعي ،ولا في الواقع في عطائه وحركته ،لأن هذه الأصنام تمثل الجمود كله ،والعجز كله ،والتخلف كله ،في الشكل والمضمون .
وهذا يوحي إلينا بأن الكفر لم ينشأ من حالة وعيٍ منفتحٍ على الوثنية ،خاضع للحجة المنطلقة من الفكر ،بل هو الاستسلام اللاّواعي للتخلف الفكري والروحي من خلال الالتزام بتقاليد الآباء ،بعيداً عما هو الحق والباطل في ذلك ،ما يخلق في العمق الذاتي للإنسان الكافر ،حالةً شعوريةً عدوانيةً ضد كل الإيمان والتوحيد ؛{وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً} يعيش التمرد في نفسه على الله في الشرك والمعصية ،ويعمل على معاونة الشيطان وجنوده وأتباعه على محاربة الله في دينه ورسله وشريعته .