و يبيّن القرآن الكريم في نهاية المطاف في الآية الأخيرةمورد البحثانحراف المشركين عن أصل التوحيد ،من خلال المقايسة بين قدرة الأصنام وقدرة الخالق ،حيث مرّت نماذج منها في الآيات السابقة ،يقول: ( ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم ) .
من المسلّم أنّ وجود المنفعة والضرر لا يكون وحده معيار العبادة ،لكن القرآن يبيّن من خلال هذا التعبير هذه النكتة ،وهي أنّهم يفتقدون أية حجة في هذه العبادة ،لأنّ الأصنام موجودات عديمة الخاصية تماماً ،وفاقدة لأية قيمة ،ولأي تأثير سلبي أو إيجابي .
و يضيف القرآن الكريم في ختام الآية أن الكفرة يعين بعضهم بعضاً في مواجهة خالقهم «في طريق الكفر » ( وكان الكافر على ربّه ظهيراً ) .
إن هؤلاء ليسوا وحدهم في طريق الضلال ،إنهم يقوي بعضهم بعضاً بشكل قاطع ،ويعبئون القوى ويقيمون العراقيل ضد دين الله ونبيّه والمؤمنين الحقيقيين .وإذا رأينا أن بعض المفسّرين يحصر «الكافر » الوارد في هذه الآية في «أبي جهل » فمن باب ذكر المصداق البارز ،وإلاّ فإنّ الكافر في كل مورد له معنى واسع يشمل جميع الكفار .
/خ55
/خ59