وهكذا وقفوا أمام ربَّهم ،ولكن لا ليشهدوه على إيمانهم لأنَّ اللّه يعلم ما في الصدور ،بل ليرفعهم إلى مستوى الدعاة إليه ،المجاهدين في سبيله ،الذين يشهدون على النّاس في خطّ الرسالات الكبيرة في الحياة .فإنَّ اللّه قد جعل للطليعة الواعية المجاهدة دور الشاهدة على النّاس ،كما جعل للرسل الدور الأول في هذا المجال ...[ رَبَّنَآ آمَنَّا بِمَآ أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ] الذين يشهدون للمؤمنين الذين استجابوا للّه وللرسول دعوته ،وحملوا على الكافرين الذين رفضوا الإيمان فكراً وحركة ومنهجاً ،فانفتحوا على كلّ المشاكل المتناثرة في صعيد الساحة العامّة ،بحيث إنَّهم يملكون القدرة على تقديم تقرير وافٍ شامل لكلّ مفردات الرسالة وخصومها .