{مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ} مما شرّعه في شريعته ،فليس عليه غضاضةٌ في ذلك ،وليس لأحدٍ أن يعترض عليه فيه ،لأن الأنبياء لا يخضعون لضغط العادات المتبعة في حياة الناس ،من خلال شرائعهم وتقاليدهم ،في ما يحلّلون ويحرّمون ،بل يخضعون للتشريع الإلهي الذي يعمل على إيجاد عاداتٍ وتقاليد جديدةٍ ،منسجمةٍ مع مصلحة الناس في دنياهم وآخرتهم{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ} من الأنبياء السابقين الذين كانوا يؤكدون دعوتهم في سلوكهم ،على خلاف الأعراف والتقاليد في كل ألوان الحياة في أممهم ،ويعملون على أن يحرّكوا الموقف في ما يشبه الصدمة القوية المثيرة ،من موقع قوّة الرسالة في مواقعهم ،وتقوى الله في مواقفهم{وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً} أي قضاءً مقضيّاً ،لا رجعة عنه ولا تردد فيه ،بل هو الحسم الحاسم .