{قُلْ أَرَأيْتُمْ شُرَكَآءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ} وتساءلتم عن سلامة القاعدة التي ترتكزون عليها في إيمانكم بهم وفي عبادتكم لهم ؟هل تملكون الحجة البالغة على ذلك كله ،فإذا كنتم ترونهم آلهة من دون الله ،فإن الآلهة تعني القوّة الخالقة التي تبدع الوجود للأشياء من العدم ،{أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ الأرْضِ} هل تستطيعون أن تشيروا إلى جبلٍ أو سهل أو بحرٍ أو شجرٍ أو حيوانٍ أو إنسانٍ ،لتقولوا إنهم هم الذين أبدعوه وأوجدوه ،وهل تملكون قناعة ذلك ،لو تحدثتم بمثله ؟!{أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَوَاتِ} إذا كنتم تتصورون أن السموات هي مركز الآلهة ،وموقع الربوبية فيها ،فكيف كانت هذه الشركة ؟وهل يملكون تلك القدرة الكبيرة ،أو الارتفاع إلى ملكوت السموات ليمارسوا إدارة الحصة التي يملكونها ؟{أَمْ آتيناهُمْ كِتَاباً فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ} ،والظاهر أن الخطاب هو لهؤلاء الكافرين الذين يدّعون الشركاء من دون الله ،فهل أنزل الله عليهم كتاباً يحدّثهم فيه عن شركائه ليكون ذلك حجّةً لهم .ليس هناك شيءٌ من الحقيقة في كل هذا ،{بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضاً إِلاَّ غُرُوراً} بما يخدع الناس به بعضهم بعضاً من دون أساس ظاهرٍ .