أجر المحسنين وجزاء المسيئين
إن اللهسبحانهقد جعل للعاملين أجراً في عملهم الصالح ،وعقاباً على عملهم السّيء ،كما أعدّ لمن يسعى في سبيل ذلك حصته من العمل ؛فمن يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ،والشفاعة مأخوذة من الشفع ،وهو أن يصير الإنسان شفعاً لصاحبه أي ناصراً له ،لأنه كان أحد الأسباب في حصول هذا الشيء ،وذلك لما سعى فيه من تشجيع العامل للخير على عمل الخير ؛ومن يشفع شفاعة سيئة ،بأن يساعد الذين يعملون السيئات بتشجيعهم على ذلك ،يكن له كفل منها ،والكفل النصيب والحظ ،{وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ مُّقِيتاً} أي مقتدراً .
وفي هذا الجو الذي توحيه الآية ،يقف المؤمنون ليعملوا على الإرشاد والتشجيع والدعوة إلى الخير ،بنفس الروح التي يتحركونمن خلالهالعمل الخير نفسه ،لأن الإنسان الذي يؤمن بالخير يحاول أن يملأ الحياة به من خلال عمله ،ولأن الثواب الذي يستهدفه من عمله ،يمكن أن يحصل على بعض منه ،من خلال التشجيع عليه ؛وهكذا ينطلق في الاتجاه المعاكس ،لنبذ الشر من نفسه ومحاربته في عمل الآخرين بإبعادهم عنه ما أمكنه ذلك ؛وهكذا تتحول الفكرة الخيّرة أو الشريرة ،في وعي الإنسان المؤمن إلى موقف إيجابي أو سلبي يتمثل في خطين: خط الدعوة ،وخط العمل ،ليتحول المسلم إلى عامل في خط الدعوة وداعيةٍ في خط العمل .