{قَالُواْ أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ} وكنتم ممن قامت عليه الحجة بالبلاغ ،فلم تكن هناك أية موانع تمنعكم عن الإيمان ،لا من الناحية الداخلية في مضمون الرسالة ،ولا من الناحية الخارجية في الرسول الذي حملها ،وفي الجوّ الذي عاشته الدعوة في الأسلوب والحركة ؟!{قَالُواْ بَلَى} فقد واجهنا الحقيقة بكل وضوحٍ ،ولكننا وقفنا منها ومن رسولها موقفاً مضادّاً نتيجة العناد والاستكبار ،{قَالُواْ فَادْعُواْ} لأننا لا نملك أن ندعو الله في أمركم بأيّ شيءٍ بعدما عرّفنا الله مواقع الدعاء للمذنبين ،والشفاعة للخاطئين ،فنحن لا نملك الإِرادة المستقلّة في ذلك كله ،بل نحن تابعون لأمره ،خاضعون لإِرادته ،لذا حاولوا أن ترفعوا أكفّكم بالدعاء إلى الله ،لتجرّبوا حظّكم عنده{وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ} لأن الله قد أغلق باب رحمته عنكم لكفركم وتمرّدكم عليه .