{وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ} قيل: إن «فاعل يستجيب ضمير راجعٌ إليه تعالى و{الَّذِينَ آمَنُواْ}الخ في موضع المفعول بنزع الخافض »[ 1] ،أي يستجيب لهم ما يدعونه إليه في أي شكل كانت دعوتهم ،ولا سيّما العبادة التي هي مظهر من مظاهر الدعاء .وهناك احتمالٌ آخر ،وهو أن تكون عبارة{الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ} فاعل يستجيب ،فيكون المعنى أنهم يستجيبون لله في ما يدعوهم إليه من العمل الصالح الذي يقربهم منه ويجعلهم في مواقع رضوانه{وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ} يزيد العاملين الصالحين من حسناته التي يضاعفها للمخلصين المتقين .
{وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} لأنهم لم يستجيبوا لله بطاعة أوامره ونواهيه ..
وتلك هي القضية التي تحكم الموقف الإلهي من سلوك الإنسان ،فليس بين الله وبين عباده أية علاقةٍ خاصةٍ تجلب لهم خيراً أو تدفع عنهم شرّاً ،إلا الإيمان والعمل ،اللذان يؤكّدان القرب منه ،ويحققان العلاقة به ..ما يفرض على الإنسان الالتفات إلى ذلك في بناء المصير .